برنامج "صحافيون و كتاب ضد العنف و الإرهاب" .. مائدة مستديرة حول آليات حماية الانترنت و الشباب المغاربي من العنف و الإرهاب

برنامج "صحافيون و كتاب ضد العنف و الإرهاب" ..  مائدة مستديرة حول آليات حماية الانترنت و الشباب المغاربي من العنف و الإرهاب

نظم "المركز المغاربي للإعلام و الديمقراطية " بشراكة مع "المرصد المغربي لنبذ الارهاب و التطرف"و "المنتدى المدني الديمقراطي المغربي فرع سيدي بنور"، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة مائدة مستديرة ببرنامج صحافيون و كتاب ضد العنف و الإرهاب . تم خلالهما تدارس آليات حماية الانترنت و الشباب المغاربي من العنف و الارهاب ، بقاعة الاجتماعات التابعة للمجلس الحضري سيدي بنور .
المائدة المستديرة برمجت مجموعة من التدخلات على المستويات الديني و الجمعوي و الواقعي و التاريخي و التربوي و الإعلامي .
افتتح اللقاء بكلمة لرئيس المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية المصطفى اسعد رحب خلالها بالحضور واستعرض برامج المركز الوطنية والدولية وانشطته ومنها برنامج صحافيون و كتاب ضد العنف و الإرهاب .
ودشن رئيس المرصد المغربي لنبد الارهاب و التطرف ذ.محمد قمار المداخلات بكلمة نوه فيها بالدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسات التعليمية في مواجهة التطرف مشيرا إلى ما لتحسين الظروف المعيشية و الاقتصادية و المجتمعية و معالجة الهشاشة من أهمية في صد محفزات الحقد و الاحتقان التي تعتبر من فواتح أبواب تبني الفكر المتطرف ،مركزا في نفس الكلمة على ضرورة تبني سياسة وطنية تشجع مؤسسات التنشئة الاجتماعية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
بدوره نوّه الدكتور عبد الحفيظ نيار الباحث في العلوم الشرعية بالانتقال من المقاربة الأمنية إلى المقاربة التشاركية في التعاطي داخليا و خارجيا مع هذه الظاهرة .وتطرق إلى الاتجاهات الثلاث المعتمدة في مقاربة الظاهرة و المتمثلة في :
1- مقاربة جلد الذات :التي ترى بأن الإسلام هو المشكل و بالتالي يجب إعادة النظر في التعاطي معه .
2-نظرية المؤامرة : التي ترى أن التسلط على الإسلام هو المشكل و بالتالي يجب التشبث به و الدود عنه ولو بتطرف .
3-المقاربة الوسطية : التي تضيع للأسف في الضوضاء التي يحدثها تصارع المقاربتين الآنفتين .و ختم مداخلته القيّمة بالدعوة إلى إعادة إحياء مفهوم القدوة السليمة للشباب لملأ الفراغ الحاصل في هذا المجال و الذي يستغله يوجهه الإعلام نحو شخصيات يصنعها و يفرضها ، منوها ببعض التجارب الرائدة في هذا المجال و لنا في التجربة المغربية المتمثلة في المرشدين الدينين خير مثال .
ذ.مصطفى حمزة الباحث في الشؤون التاريخية عالج في مداخلته الأسئلة التالية
-كيف كانت الظاهرة قبل 11 شتنبر ؟
-و كيف اصبحت بعد هذا التاريخ؟
كما قدم في ختام مداخلته بعض الحلول القمينة بالحد من الظاهرة و هي : دمقرطة المجتمعات سياسيا و تعميم الاستفادة من الثروات و تعميم تربية مبنية على الحوار و التسامح .
و في مداخلته أشاد الدكتور محمد كودو رئيس مصلحة الشؤون القانونية و التواصل و الشراكة بمديرية التعليم بسيدي بنور بالشراكة المثمرة التي تربط المركز المغاربي بالمديرية و نوه بالدور الكبير الذي تلعبه الأجهزة الأمنية في مراقبة الإنترنت و بالعمليات الاستباقيةالتي أحبطت بفعالية العديد من المخططات الغادرة ، كما أبرز كذلك أن العالم يعيش أزمة قيم و أن التدابير ذات الاولوية كانت واعية بهذه النقطة مما حدى بها إلى خلق مجموعة من المنافذ لإحياء هذه القيم ، ساهمت فيها المديرية و الأطر الادارية و التربوية و أطر التفتيش و جمعيات المجتمع المدني بفعالية من خلال ورشات و أنشطة استهدفت المتعلمين .
أما محمد بنلعيدي رئيس شبكة الجمعيات الدكالية و المهتم بالهندسة الإجتماعية فقد لامس الظاهرة من خلال النقط التالية :
-الفعل المدني/الجمعوي: حيث أشاد في هذا الصدد بالمجهودات المبذولة في هذا المجال و بالمنجزات التي راكمتها الجمعيات رغم الاكراهات التي تسم عملها ، مما يعزز تحفيز الشباب و اشراكهم في بلورة مقاربة سليمة للظاهرة .
-مبدا المشاركة :الذي يتطلب تعزيز و نبد ثقافة الاقصاء لأن الشباب محليا و إقليميا و وطنيا لا يمكن أن يرقى إلى المأمول منه إن ظلت هذه الثقافة هي السائدة .
ثم كانت مداخلة ذ.أحمد فردوس الصحافي و الباحث في مجال التراث الانساني ، الذي استحضر مأساة 16 ماي بمزيج من الألم و الأسى لينتقل إلى مقاربة الظاهرة معتمدا على استقراءات في لغة الارقام خلص بعدها إلى أن السبب في ظهور و تفشي و ارتفاع نسب هذه الظاهرة كان تغييب الفكر النقدي و الفلسفي و الذي جعل المجتمع فاقدا للمناعة أمام الاختراقات المذهبية الغريبة عنه .
بعد هذه المداخلات فتح باب النقاش للحضور من دكاترة و صحافيين و جمعويين و رجال تربية و طلبة باحثين و مهتمين للإدلاء بمقارباتهم و تساؤلاتهم التي أغنت المائدة .
و في الختام تم رفع التوصيات التالية إلى الجهات المهتمة و المعنية محليا و ووطنيا و دوليا :
1-التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع المدني للتصدي لبؤر الإرهاب المتواجدة بتندوف و الإسراع في إحصاء الساكنة لحصر عدد الإرهابيين هناك و عزلهم لما يشكلونه من خطر على أمن و استقرار المنطقة في ظل وضع حقوقي كارثي بالجزائر و ارتفاع مؤشرات الإرهاب بليبيا .
2-تفعيل التعاون مع المنظمات الاقليمية و الدولية و هيئات المجتمع المدني من أجل نشر ثقافة الحوار و نبد فكر التعصب و الكراهية محليا و إقليميا .
3-صياغة استراتيجية شاملة تجمع بين ما هو ثقافي و اجتماعي و تربوي لمقاومة الإرهاب تستغل فيها و تستثمر الخصوصيات المميزة لكل منطقة و لكل بلد مغارب على حدة .
4-الرفع من مستوى الوعي بالحقوق و الواجبات و التأكيد على حق جميع مكونات المجتمع في التواجد ، داخل نسيج مجتمعي محكم يميزه العمل المشترك لما فيه خير البلاد .
5-العمل على مراجعة برامج التعليم و المقررات المدرسية و جعلها تحفز الإبداع و الفكر الابداعي و تنمي الحس النقدي في إطار الأصالة التاريخية و القيم الإسلامية السمحة .
6-الإهتمام بالثقافة و المثقف و بالتراث الثقافي و تحصينه و دعمه بما يضمن التعويل عليه و جعله دعامة أساسية في مواجهة الفكر المتطرف .
7-تثمين دور المرأة داخل المجتمع و حمايتها من كل أشكال التمييز و العنف و إعادة الاعتبار لدورها الرئيس في تحصين الأسرة و الأطفال من التطرف .
8-التركيز على الشباب و الأطفال في تخطيط البرامج التي تعزز فكر الاختلاف و تعزز ثقافة الاعتراف بالآخر .
9-وضع استرتيجيات مشتركة في الجانب الامني من اجل فرض رقابة علمية على الانترنت تختصر الجهد و تقتصد الوقت وتقطع الطريق على المخربين .
10-توعية الأسر بأهمية إنخراطها في مصاحبة و مواكبة و مراقبة أطفالها و ضرورة توفير الرعاية و الأمن لأطفالها .
11-إصلاح المدرسة العمومية و إعادتها لدورها التنويري و اكساب المتعلمين ثقافة محصنة ضد الفكر المتطرف.
12-الاشادة بالدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية و الاستخباراتية الخارجية و الداخلية و العسكرية في التصدي للإرهاب و الضربات الاستباقية التي جعلت من المغرب مثالا يحتدى به في الامن و الاستقرار و جعلته مرجعا امنيا دوليا في محاربة الإرهاب .










نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://www.mcmd.ma/news83.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : 0
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
أضف تعليقك
    تعليقات الزوار