رسالة المغرب لكسر الحصار على قطر

رسالة المغرب لكسر الحصار على قطر

د محمد الزهراوي

إن ارسال مساعدات غدائية من المغرب الى قطر في الظرفية الراهنة يعكس أن هناك تباين في المواقف بين المملكة وحلفاءها التقليديين من دول الخليج خاصة السعودية والامارات بخصوص تدبير العلاقة مع قطر. بحيث من خلال هذه المبادرة يسعى المغرب الى توجيه مجموعة من الرسائل، التي يمكن اجمالها في أربعة رسائل أساسية:
- أولا، كسر الحصار المفروض على قطر رمزيا ومعنويا، لاسيما وأن قطر حاليا لا تعاني من أي نقص أو أزمة غدائية بعد الحصار الذي فرضته عليها كل من السعودية والامارات، بل بالعكس، فحسب التصريحات التي عبر عنها مسؤولي قطر عقب الحصار، فان المخزون المتوفر من المواد الغدائية يكفى لمدة سنة، هذا دون الحديث عن الممرات الجوية التجارية التي فتحت تجاه مختلف الدول لتفادي وقوع أي عجز.
- ثانيا، يحاول المغرب من خلال هذه المبادرة أن يعبر عن رفضه للتوجه السعودي-الامارتي الجديد في المنطقة الخاضع كليا لسياسات الرئيس ترامب، بحيث تقوم هذه السياسة على " اعادة انتاج" سياسية الفوضى الخلاقة بغية اعادة رسم خرائط جديدة في المنطقة بواسطة التقسيم(تقسيم اليمن؛ العراق؛ سوريا، ليبيا...). وبهذا الرفض يكون المغرب منسجما مع الخطاب الملكي في 20 ابريل في سنة 2016 خلال القمة الخليجية- المغربية التي أقيمت في الرياض.
- الموقف المغربي تجاه قطر ينسجم مع العقيدة السياسية الجديدة للمملكة على المستوى الدبلوماسي، بحيث ترتكز هذه العقيدة على تنويع الشركاء والحلفاء وعدم وضع البيض في سلة واحدة، وعوض التخندق والاصطفاف بشكل غير متوازن وبخلفيات عاطفية ومزاجية غير محسوبة وراء بعض القوى العظمى خاصة أمريكا. وفي هذا السياق يحب استحضار مؤشرين هامين، الاول، رفض الملك حضور القمة العربية التي أقيمت بالاردن، والثاني؛ رفض الملك الحضور كذلك للقمة الخليجية- الامريكية التي أقيمت اواخر سنة ماي من هذه السنة. وكلتا القمتين كانتا مقدمة لخلق تحالف عربي جديد لم تكن خلفياته واهدافه واضحة ومكتملة.
- المغرب بهذا السلوك يحاول أن ينبه حلفاءه التقليديين خاصة الامارات والسعودية الى المخاطر والانزلاقات غير المحسوبة التي قد تعصف باستقرار منطقة الخليج، جراء الحصار المفروض على قطر. خاصة وأن هناك عدة مؤشرات تفيد أن هذه المنطقة تتجه الى المجهول بعدما وصلت الاوضاع الى مستويات غير مسبوقة من التجادب والتقاطب، لاسيما بعد مراهنة السعودية على النفوذ الامريكي لاعادة ترتيب المشهد والضغط على قطر لفك ارتباطاتها بكل من تركيا وايران، وقيام قطر في معرض ردها على السعودية باستقدام العسكر التركي لخلط الاوراق واحداث نوع من التوازن.



نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://www.mcmd.ma/news76.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : 0
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
أضف تعليقك
    تعليقات الزوار